تقدم هذه الورقة نظرة متوازنة للتحديات التي تواجه الحكم المحلي
تتولّى المجالس المحلية في اليمن تقديم الخدمات العامة الأساسية بشكل يومي لـ26 مليون يمنيّ، وهي تعدّ من أهم مؤسسات الحكم في البلاد.
غير أن اندلاع الحرب الأهلية عام 2014، وما تلاه من تدخل عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن منذ آذار/ مارس 2015 ، قد شلاّ قدرة المجالس المحلية على توفير تلك الخدمات: تلاشت الموارد المالية، و تنازعت الميليشيات المسلّحة سلطات المجالس المحلية ، كما أقدمت المجموعات المتطرّفة كـ’القاعدة‘ و’الدولة الإسلامية‘ على اغتيال أعضاء من هذه المجالس. إلا أن هذه المجالس حافظت بشكل عام على مرونتها، رغم التحدّيات التي واجهتها، واستمرّت تعمل بشكل ما في معظم أرجاء البلاد، رغم ما اعتراها من ضعف في التجهيز أعاق قدرتها على التعامل مع أكبر كارثة إنسانية في تاريخ البلاد.
تعرض هذه الورقة تقييماً للسياق التاريخي الذي برزت خلاله المجالس المحلية؛ ودورَها في اللامركزية والحكم؛ والتحدّياتِ التي واجهتها خلال الانتفاضة والحرب الأهلية؛ ودورها الأساسيّ في أيّ وقف للعمليات العدائية ستتمّ المفاوضة حوله ، كما في أي مصالحات تحدث بعد النزاع. ستستكشف هذه الورقة أيضاً الأسباب التي تجعل دور المجتمع الدولي حاسماً في كل من التنسيق وتمرير الدعم الإنساني عن طريق المجالس المحلية، نظراً لأن ذلك سيساعد في تخفيف وطأة المعاناة الواسعة الانتشار؛ وفي استدامة هذا الشكل الحيوي من الحكم في اليمن؛ وفي منع المجموعات الجهادية–ولا سيما ’القاعدة‘- من حشد الدعم لنفسها عبر استغلال العجز الخَدَمي.
لتقديم رؤية متوازنة للتحديات التي تواجه الحكم المحلّي في اليمن، ستركّز هذه الورقة على ثلاث مناطق: صنعاء، التي تقع حالياً تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم؛ وصاب، في وسط اليمن والتي تسيطر عليها المجالس المحلية بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية المركزية في العاصمة؛ وعدن في جنوب اليمن، والتي تخضع بشكل رسمي للحكومة المعترف بها دولياً.
مصادر أخرى قد تكون مهتمًا بها:
تقرير تقييم النزاعات على المياه
يتناول هذا التقرير تحليل النزاعات المتعلقة بالمياه في محافظات أبين، وذمار، وحضرموت، وله هدفين رئيسيين، هما: جمع الأدلة وبناء المعرفة و فهم النزاعات على المياه، والخروج بتوصيات تراعي تلك النزاعات موجهة للبرامج.
إصلاح جهاز الإدارة العامة وتحديات إعادة بناء الدولة في اليمن
تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على واقع جهاز الإدارة العامة في اليمن، وتأثير المراحل، التي مرّ بها هذا البلد منذ اندلاع ثورة الشباب في عام 2011 وحتى الآن، في هذا الجهاز، وإذا ما كان بواقعه الحالي عاملً مساعدًا أم عاملًا معوقًا لجهود إعادة بناء الدولة في المرحلة المقبلة.
تغير المناخ والصراع في حضرموت والمهرة
تستكشف الورقة ما تقوم به السلطات والمجتمعات المحلية والجهات الفاعلة الدولية، وما يمكنها أن تفعله في المستقبل للتخفيف من آثار تغير المناخ وتحسين إدارة الصراعات الناجمة عنه. ويركز التقرير بشكل عام على القضايا التي تواجه سكان محافظتي المهرة وحضرموت بغض النظر عن إرتباطها المباشر من عدمه بالتغيير المناخي. ذلك، لأن تصنيف المشاكل البيئية ليس بالأمر […]