الخلفية التاريخيةللادارة المحلية في اليمن في العهد العثماني(1876-1918)و المحاولات العثمانية الأولى لإنشاء مجالس محلية في الألوية و الأقضية التي أطلق عليها مجالس الإدارة
اهتم الباحثون بدراسة التريخ السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي للون العربي، فضلاً عن دراسة الشخصيات السياسية التي أدت أدواراً إيجابية كانت أم سلبية، و في التاريخ السياسي ، عنيت دراساتهم بالتقلبات السياسية و الحروب و العلاقات الخارجية لهذا البلد أم ذاك، إلا أنها أغفلت دراسة التجارب الديمقراطية، و لما كانت التجربة الديمقراطية في الوطن العربي لم تنضج بعد نتيجة لعوامل ذاتية و موضوعية، فقد حاولت التصدي لهذا النوع من البحوث، و تأتي أهميته في أنه يسلط الضوء على تطور تجربة المجالس المحلية في اليمن و الظروف والملابسات التي مرت بها اليمن في التاريخ المعاصر، و مما شجعني على الكتابة هو تواجدي في اليمن الشقيق عامي 2003 و 2004 و قربي من المراجع و المصادر المتعلقة بالموضوع.
استعرض البحث الخلفية التاريخية للإدارة المحلية في اليمن في العهد العثماني (1876-1918)، و المحاولات العثمانية الأولى، لإنشاء مجالس محلية في الألوية و الأقضية التي أطلق عليها مجالس الإدارة. ثم تناول الإدارة المحلية في اليمن في المراحل الأخيرة من الحكم الأمامي (1918-1962)، الذي اعتمد على التقاليد القبلية في إدارة شؤون البلاد. فعلى مستوى الإدارة المركزية. على سبيل المثال. لا توجد أجهزة بالمعنى المتعارف عليه و كان المسؤولون الاداريون يتفننون في أساليب الابتزاز و التنكيل بالأهالي و هؤلاء جميعا ما هم إلا خدما للإمام، هذا فضلاً عن العزلة الخانقة التي شهدتها البلاد في حقبة الإمامة الزيدية.
كما ناقش البحث تبلور مفهوم المجالس المحلية في العهد الجمهوري بعد قيام ثورة 26 أيلول 1962 و التي تعد نقطة تحول في تاريخ اليمن المعاصر، حيث حاولت بناء الدعائم المهدمة في المجتمع اليمني. و شهد هذا العصر صدور الوثائق الدستورية و القانونية التي وضعت الركائز الأساسية لتجربة المشاركة الشعبية في الشأن المحلي، و نجحت في التغلب على الكثير من الصعوبات، و قد تتوجت تلك الجهود بصدور القانون رقم 4 لعام 2000، وقيام الانتخابات المحلية عام 2001، و انعقاد المؤتمر الأول للمجالس المحلية عام 2002.