بدأت الحرب الشاملة الحالية في اليمن بسلسلة متلاحقة من الأحداث. ففي النصف الثاني من عام 2014 تصاعدت أعمال عنف ترجع جذورها إلى استياء المواطنين المستفحل من عجز الحكومة الانتقالية عن تحقيق الاستقرار السياسي، ثم أخذت وتيرة الاستقطاب بين المجموعات المختلفة في البلاد منحىً تصاعدياً متسارعاً.
وبعد استيلاء المسلحين الحوثيين على صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014 ،ازداد ضعف الحكومة الانتقالية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وشكل اتفاق السلم والشراكة الوطنية بارقة أمل لحل مبكر،لكنه تلاشى سريعاً. ودفع الحوثيون المزهوون بانتصاراتهم المبكرة ميليشياتهم للسيطرة على المؤسسات الرئيسة في صنعاء.و تحقق ذلك جزئياً عبر تعيينهم أشخاص موالين لهم في مناصب مختلفة في المؤسسات ووسائل الإعلام، أو عبر القيام بدور “محركي الدمى” لأعضاء الحكومة الذين وُضعوا في نهاية المطاف تحت الإقامة الجبرية. وتبددت الآمال كلياَ في كانون الثاني/ يناير 2015 عندما استقال هادي ولجأ، بعد فترة وجيزة من هروبه من الإقامة الجبرية في صنعاء و إقامة قصيرة في عدن، إلى المملكة العربية السعودية، وسحب استقالته وقرر استئناف مهامه الرئاسية. وفي الوقت نفسه، قرر الحوثيون توطيد نسختهم المعدلة من الدستور الوطني وإنشاء هيئات حكومية خاصة بهم، وواصلوا تمردهم، دافعين اليمن كله إلى حرب أهلية.