مناقشة للاّمركزية في اليمن تتضمن نظرة عامة تاريخية ، ومناقشة للإطار القانوني و تناسبه مع الممارسات الفعلية ونظام المحسوبية
على خلاف معظم الدول العربية لم تشهد اليمن انتقالاً من نمط الحكم التقليدي إلى نمط الدولة العصرية بالمرور عبر دولة ما قبل الحداثة والمركزية القوية. لقد كان الحضور العثماني في اليمن محل مقاومة ضارية، فعلى الرغم من محاولة السلطة العثمانية ضم اليمن إلى سلطة الباب العالي مرتين في القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر، إلا أن شبكة الولاءات العشائرية لم تكن لتخضع يوماً لنظام الحكم المركزي (فرح ٢٠٠٠ ).لقد اعتمدت السلالات التي حكمت الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية على شبكة غير رسمية من العلاقات الدينية القبلية. وبالتالي، وعلى مدى الزمن، ظل النزاع بين شكل الدولة – الأمة وشكل المنطقة القبيلة علامة مميزة للسياسات الداخلية اليمنية (1995 Mundy).عليه فإن لا مركزية السلطة في اليمن كانت ومازالت واقعاً ثقافياً واجتماعياً قبل أن يكون سياسياً.