
تحليل الوضع في المهرة مع التركيز على الأبعاد المحلية للتنافس الجيوسياسي وقوى الأمن
محافظة المهرة هي المحافظة الأكثر عزلة في اليمن، وقد نجت حتى الآن من ويلات الحرب التي شهدتها معظم مناطق البلاد، إلا أنها تواجه حالياً اضطرابات عديدة نتيجة صراع على النفوذ الجيوسياسي حولها يشمل كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
ومنذ سبعينات القرن الماضي تعتبر مسقط محافظة المهرة امتداداً طبيعياً لمحيط أمنها القومي، إلا أن الرياض في العقود التي تلت سعت لبناء خط أنابيب نفطي يعبر المحافظة باتجاه بحر العرب؛ فيما لم تبرز اهتمامات أبو ظبي بالمهرة إلا مع تفجر النزاع الحالي في اليمن.
سعت كل من السعودية والإمارات، تحت مظلة تدخلهما العسكري المستمر في اليمن، إلى حماية مصالحهما الخاصة في المهرة. قوبلت الجهود التي بذلتها الإمارات بين عامي 2015 و2017 لبناء نفوذ لها في المحافظة بالرفض في النهاية بسبب المعارضة المحلية للتدخل الأجنبي.
يتمتع المهريون بتاريخ فريد من نوعه في إدارة شؤونهم الخاصة، بالإضافة إلى امتلاكهم رؤية مشتركة للسيادة ضمن نظام فيدرالي يحافظ على وحدتهم بشكل ملحوظ.
ومع ذلك، استغلت السعودية سطوتها على الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لاستبدال المسؤولين غير المتعاونين في المهرة وتعيين بدائل طيّعين لها، وفي أواخر عام 2017 بدأت الرياض تنشر قوات مسلحة تابعة لها في المهرة تحت مظلة مكافحة التهريب عبر الحدود العمانية.
اليوم، تسيطر السعودية على مطار المحافظة والمنافذ الحدودية والميناء البحري الرئيسي، وقد بنت أكثر من عشر قواعد عسكرية حول المحافظة يتمركز فيها الآلاف من الجنود وقوات يمنية موالية للتحالف جرى حشدها من محافظات جنوبية أخرى.
وقد حفز الشعور العميق بالهوية المحلية حركة معارضة متزايدة للوجود السعودي في المهرة، وهي المعارضة التي ساندتها عمان بفاعلية.
وفي حين بدأت هذه المعارضة كمظاهرات سلمية، إلا أنها تطورت في الأشهر الأخيرة إلى اشتباكات محدودة مع القوات السعودية، في حين نفذ سلاح الجو السعودي غارات جوية ضد رجال قبائل المهرة.
تشرح هذه الورقة سياق الصراع على القوة المتمخض عن هذه الأحداث من خلال دراسة شخصية وتاريخ المهرة الفريدَين، بالإضافة للتطورات الجارية منذ انتفاضة اليمن عام 2011، كما تتناول بالتفصيل الديناميات الناشئة بين مختلف الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية لتسليط الضوء على جملة العوامل التي تسهم في التوتر الحالي، في واحدة من أكثر المناطق اليمنية إهمالاً من قبل وسائل الإعلام.
مصادر أخرى قد تكون مهتمًا بها:
نحو الشرق: دراسة في تحولات العلاقة السعودية مع القبائل اليمنية
مناقشة السياسة السعودية تجاه القبائل في شرق اليمن، مع تسليط الضوء على التركيز الأخير على المنطقة، وتقييم أثر ونجاح هذه السياسة. يتضمن مناقشة مفيدة حول القبائل الرئيسية وقياداتها في حضرموت بشكل خاص.
عُرف مهدد بالاندثار: الحفاظ على دور المرأة الشبوانية في التحكيم القبلي والصُلح المجتمعي
تقرير يستكشف دور المرأة في الوساطة القبلية في شبوة، وخاصةً في النزاعات الأسرية. ويسلط التقرير الضوء على ضعف أدوار الوساطة التقليدية للمرأة، إذ تتخلى النساء، بسبب تشككهن في قدرة الأعراف القبلية على توفير الفرص لهن وحماية مصالحهن، عن هذه الأدوار والوساطة القبلية كليًا؛ فضلًا عن تغير التوقعات الاجتماعية وتزايد التوجه الأبوي.
دور الشبكات النسائية في التمكين الاقتصادي والاجتماعي في حضرموت
استكشاف دور شبكات المرأة في محافظة حضرموت في تقديم الدعم للمرأة والوصول إلى القرارات السياسية والتقدم الاقتصادي.